والإخبار عما كان وما يكون {مُفْتَرَيَاتٍ} مختلقات بزعمكم.
الكلبي: {بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} مثل سورة البقرة إلى سورة هود، وهي العاشرة، وهذا ضعيف، لأن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلت بعد سورة هود بزمان، وسورة هود مكية (١).
{وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} إلى المعاونة على المعارضة {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٣)} أنه مفترى متقول، أي: ادعوا كل مخلوق يقدر على معاونتكم في هذا، لأنه (٢) لما قال
{مِنْ دُونِ اللَّهِ} أدخل فيه كل من سواه، وأخرج بلفظ الاستطاعة من لا يتكلم بالعربية منهم.
{فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} أي: فإن لم يفعل المدعوون ما دعوتموهم إليه لعجزهم {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} أنزله جبريل عليه السلام بإذن الله وبعلمه (٣).
وقيل: من علم الله، والباء بمعنى من.
{وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} واعلموا أنه لا إله إلا الله (٤) منزل القرآن على محمد -صلى الله عليه وسلم-.
{فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٤)} أي: إذا رأيتم العرب قاطبة عجزت عن الإتيان بمثل شيء من القرآن فأسلموا.
وفي الآية قولان:
أحدهما: أنه خطاب للكفار.
وقيل: خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين، أي: فإن لم يستجيبوا لكم فقولوا لهم
{فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ}.
(١) قال نحوه أبو الليث السمرقندي ٢/ ١٤١ بعد أن نقل قول الكلبي السابق.
(٢) في (أ): (في الانه لما قال ... )، وفي (ب): (وهذا لأنه ... ).
(٣) في (ب): (وعلمه).
(٤) في (ب): (إلا هو).