أبو عبيدة: لهذه اللفظة معنيان: التنزيه والاستثناء (١).
الحجة: لا يخلو حاش من أن يكون الحرف الجار في الاستثناء أو الفعل، فلا يجوز أن يكون الجار لأن الجار لا يدخل على مثله، فثبت أنه فَاعَلَ (٢) من الحشا الذي يُعنى به الناحية، وفاعله يوسف، أي: صار في حَشَاً من ذلك، هذا معنى كلام أبي علي (٣).
وحذف ألفه اكتفاء بالفتح عليه دليلاً.
{مَا هَذَا بَشَرًا} أي: مثل هذا الجمال ليس بمعهود في البشر إنما (٤) هو ملك.
{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} أكثرتن ملامتي فيه، أي: في حبي إياه وشغفي به، وكان القياس: هذا، ولكنه غاب عن أعينهن.
{وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ} أقرت لهنَّ حين عرفت أَنهنَّ يَعذُرنَهَا.
{فَاسْتَعْصَمَ} امتنع يطلب العصمة من ركوب الفاحشة، ثم قلن له: أطع مولاتك، فقالت راعيل:
{وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ} ليحبسن.
والسَّجْنُ: مصدر سَجَنَهُ، أي: منعه من التصرف بالحبس.
{وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (٣٢)} الأذلاء، والفعل منه: صَغِرَ بالكسر يَصْغَرُ صَغَراً وصَغاراً، وفي الدقة والسن: صَغُرَ صِغَرَاً فهو صَغِير.
والوقف على قوله {وَلَيَكُونًا} بالألف، ومثله {لَنَسْفَعًا} العلق: ١٥، وليس لهما في القرآن نظير.
(١) في (ب): (الاستثناء والتنزيه). وقول أبي عبيدة هو في «المجاز» ١/ ٣١٠.
(٢) في (د): (فعل).
(٣) انظر: «الحجة» لأبي علي الفارسي ٤/ ٤٢٢ - ٤٢٣.
(٤) في (د): (إذا هو ملك).