{وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} وأيقن الرسل أن قومهم كذبوهم (١).
ومن قرأ بالتخفيف يحتمل وجهين:
أحدهما: أن الضمير للمرسل إليهم، ودل الرسل على المرسل (٢) إليهم، وقيل: تقدم (٣) ذكرهم في قوله {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}.
والثاني: أن يعود إلى الرسل، والمعنى: ظن الرسل أن قومهم كَذَبُوهُم فيما وعدوهم من الإجابة إلى الإيمان.
وكَذَبَ يتعدى إلى مفعولين: كذبته الحديث.
وما ذكره القتبي (٤) في جماعة في هذه الآية فبعيد لا نعتقد مثله في الأنبياء والمرسلين.
{جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} نصرتنا للأنبياء والمؤمنين (٥).
{فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} النبي ومن آمن به (٦).
(١) هذا المعنى الذي قدمه الكرماني هو على قراءة من شدّد الذال: (كُذِّبوا)، وهي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب، بينما قرأ باقي العشرة بالتخفيف: (كُذِبوا).
انظر: «المبسوط» (ص ٢١١).
(٢) سقط قوله (على المرسل) من (د).
(٣) في (د): (تقديم).
(٤) في (د): (القتيبي)، والمقصود به: ابن قتيبة، وقوله مذكور في كتاب «تأويل مشكل القرآن» (ص ٤١٠ - ٤١٢)، وكان ابن قتيبة قد قال: (هذه مذاهب مختلفة، والألفاظ تحتملها كلّها، ولا نعلم ما أراد الله عز وجل، غير أن أحسنها في الظاهر، وأولاها بأنبياء الله صلوات الله عليهم، ما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)، وكان قد نقل عن عائشة رضي الله عنها قولها: ظنت الرسل أن من قد آمن بهم من قومهم قد كذَّبوهم، ونقل عنها أيضاً: لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا أن يكون من معهم من المؤمنين قد كذَّبوهم.
(٥) في (أ): (والمؤمنين بهم).
(٦) سقطت (به) من (ب).