وقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} أي: واذكر أيضًا إذ يرفعُ إبراهيم؛ أي: إذ كان يرفعُ؛ أي (١): يبني (٢).
وقيل: أي: يُظهِر، وكان مختفيًا، فرفعَهُ وأظهَرهُ.
وقيل: رَفعُه: بناؤه على وجه الأرض، ويُطلَقُ ذلك في كلِّ بناءٍ وإنْ قصُر؛ لرَفعِهِ على وجهِ الأرض (٣).
والقواعدُ: الجدران عند الكسائي (٤)، وعند غيرِه: الأُسس، واحدتُها قاعدة، والقَواعد مِنَ النساء؛ جمع قاعد بغير هاء؛ وهي التي قَعدت عن التَّزوُّج، وعن الحيض والولادة، وهي مِن صفاتِ النِّساء على الخصوص، فلم يُحْتَج فيها إلى الهاء؛ كما في الحائل (٥) والحائض والطَّالق والطَّامث.
والقاعدة التي هي الأساس، سُمِّيَت بها للثبوت، وقعود الإنسان -وهو الجلوس- ثبوتٌ على الأرض.
وقوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلُ} عطفٌ على قوله: {إِبْرَاهِيمُ}؛ أي: وإسماعيلُ كان يشاركُهُ في ذلك.
وقيل: كان يُعينُه فيه، ويناولُه الحجرَ، وكان بناءُ البيت مِن خمسة أجبل؛ طورِ سيناء، وطور زَيْتَا، وطورِ لُبنان، والجُودِيِّ، وحِرَاء، وكان أوَّل بنائه مِن آدمَ عليه السَّلام، ثمَّ اندرسَ ذلك، فرفعَ إبراهيمُ قواعدَه (٦).
(١) "أي" ليس في (ف).
(٢) في (أ) و (ف): "بيتي".
(٣) من قوله: "ويطلق ذلك في كل"، إلى هنا من (أ)
(٤) ذكره عنه القرطبي في "تفسيره" (٢/ ٣٨٦).
(٥) في (أ): "الحامل".
(٦) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٩٠٩٢)، ومن طريقه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٥٤٩) من قول =