وقيل: معناه: نحن عبيدُ اللَّه، وفي قبضةِ اللَّه، يُمضِي فينا قضاءَه؛ أحبَبنا، أو كرهنا.
وقال أبو بكر الورَّاق: {إِنَّا لِلَّهِ} إقرارًا (١) منَّا له بالملك، {وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} إقرارًا على أنفسنا بالهُلك (٢).
وقال محمَّدُ بنُ عليٍّ الترمذيُّ: أي: ما أعطانا ربُّنا كان فضلًا منه، ولا يَليقُ بكرمِه الارتجاعُ في عطاياه، وإنَّما أخذَهُ ليكونَ ذخيرةً لي عنده، وليَظهرَ سِرِّي (٣) للملائكة؛ ليَعلموا (٤) كيف ثقتي به، وتفويضي إليه، وحسنُ ظني (٥) به.
ثمَّ مِن العبادِ مَن ذَكَر الرُّجوعَ إليه؛ لأنَّ في لقائِه عِوضًا مِن الدَّارين؛ ليَتسلَّى عن كلِّ ما فاتهُ بما يَأملُ مِن لقائِه.
ومنهم مَن ذَكَر الرُّجوعَ إليه؛ لأنَّه عَلِم أنَّه انفصلَ مِن عنده يوم الميثاق، والرُّجوعُ يكون إلى من كُتِبَ عنده مرَّة، فإنَّما تَرجِعُ إليه بالعبوديَّة التي أُخِذَ الميثاقُ علينا بها.
ومنهم مَن ذَكَر الرُّجوعَ إليه للوله؛ لأنَّ وجودَ (٦) العبدِ باللَّه (٧)، وولهَه إلى اللَّه.
* * *
(١٥٧) - {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
(١) في (أ): "إقرار" في هذا الموضع والذي بعده.
(٢) انظر قوله في "تفسير الثعلبي" (٢/ ٢٣).
(٣) في (ف): "لنا. . . سرنا".
(٤) في (ف): "لما يعلموا".
(٥) في (ف): "يقيننا به وتفويضنا. . . ظننا".
(٦) في (ف): "رجوع".
(٧) في (ف): "لأن رجوع العبد للَّه". وفي هامشها: "نسخة: لأن رجوع العبد باللَّه".