{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} (١)، وبقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} الآية.
* * *
(١٩١) - {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}.
وقوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}؛ أي: أين وجدتموهم (٢)، في الحلِّ والحرم، وفي الأشهُرِ الحُرُم وفي غيرِ الأشهر الحرم؛ أي: هم (٣) الذين هتكوا حرمةَ الحرمِ والشَّهر الحرام بالبداية، فجازوهم بمثلِه.
وقوله تعالى: {وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ}؛ أي: من مكَّةَ.
وقوله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}؛ أي: كفرُهم با للَّه، وتعذيبُهم المسلمين؛ أعظمُ إثمًا مِن قتلِكم إيَّاهم في الحَرَم. والفتنةُ تَقعُ على الكفر، قال اللَّه تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} النور: ٦٣، ويقع على تعذيب المسلمين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} البروج: ١٠
وقوله تعالى: {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ}؛ أي: لا تَبدؤوهم به في الحَرَمِ كلِّه، والمسجدُ الحرامُ يقعُ على كلِّ ذلك.
وقوله تعالى: {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}؛ أي: فإنْ بَدؤوكم به فيه.
(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" (٣/ ٢٨٩ - ٢٩٠)، وفيه أن الناسخ سورة براءة.
(٢) في (أ): "أخذتموهم".
(٣) في (ر) و (ف): "وهم" بدل: "أي هم".