والسلم بالفتح والكسر لغتان في الصُّلح والاستسلامِ والإسلام، كالحَجِّ والحِجِّ، والرَّطْلِ والرِّطل.
وقيل: بالفتح: الإسلام، وبالكسرِ: الصُّلح.
وقال الفرَّاء على عكسِه (١).
و {كَافَّةً} معناه: جميعًا، قال الزَّجاجُ رحمه اللَّه: هو من الكف؛ أي: المنع (٢)، ومعنى {كَافَّةً} (٣) أي: مجتمعين عليه، مانعًا بعضُكم بعضًا أن يخرجَ منه.
ثمَّ (٤) على القول الذي هو خطابٌ للمنافقين، يكون حالًا للمخاطبين؛ أي: جميعًا كلُّكم.
وعلى القول الثاني الذي هو خطابٌ لأهل الكتاب، يمكن أن (٥) يكون حالًا للسِّلم؛ أي: في كلِّ الاستسلام.
وكذا على القولِ الثالث أنَّه لِمَن أسلمَ مِن أهل الكتاب؛ أي: في كلِّ شرائعِ الإسلام.
وعلى القولِ الرَّابعِ يصحُّ على الوجهين.
* * *
(١) ذكر الفراء في "كتاب في لغات القرآن" (ص: ١٣١) أن أهل الحجاز يقولون في الصُّلح: السَّلم؛ بالفتح، وأن بني قيس يقولون: السِّلم؛ بالكسر.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (١/ ٢٧٩).
(٣) في (ف): "الكافة".
(٤) "ثم" من (ر).
(٥) قوله: "يمكن أن" من (ف).