والانتقالُ مِن صفات الأجسام، ومِن أمارات العجزِ والحدوث، واللَّه تعالى منزَّه عن ذلك، ولأنَّ انتقالَ المنتقلِ مِن مكانٍ إلى مكانٍ لأحد شيئين؛ إمَا لحاجةٍ (١) إلى ما يَنتقلُ إليه، أو لملالةٍ عمَّا يَنتقلُ عنه، واللَّه تعالى منزَّهٌ عن ذلك.
وقوله تعالى: {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} جمع ظُلَّة، وهي السُّترةُ، ومعناها القطعةُ منه، والغَمَامُ: السَّحاب.
وقيل: هو شيءٌ كالسَّحاب، وليس بسحابٍ، تأتي فيه الملائكةُ يومَ القيامة، قال تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} الفرقان: ٢٥.
وقوله تعالى: {الْمَلَائِكَةُ} أي: وتأتي الملائكةُ، ويَجوزُ وصفُهم (٢) بالإتيان، والمراد به حضورُهم يومَ القيامة للحساب مع الخلق.
وقوله تعالى: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} أي: فُرِغَ مِن حساب الخلقِ، وهو ماضٍ بمعنى المستقبل، وفي القرآنِ مِن ذلك كثيرٌ مِن (٣) أمور الآخرة.
وقال عطاءٌ رحمه اللَّه: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ}؛ أي: انقضَت الدُّنيا.
ثم هو فعلُ ما لم يسمَّ فاعلُه، وفاعلُه هو اللَّهُ في الحقيقة.
وقوله تعالى: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}؛ أي: مرجِعُ الأمور في الخَلْقِ وأعمالِهم إلى اللَّه تعالى، هو القاضي بينهم يومَ القيامة، والمثيبُ، والمعاقِبُ.
* * *
(١) في (أ): "لحاجته".
(٢) في (ر): "وصف الملائكة" بدل: "وصفهم".
(٣) في (أ): "في".