الأرض، من قولهم: ناقةٌ دكاءُ؛ أي: لا سنام لها، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر، والتأنيثُ راجع إلى مؤنَّثٍ مضمَر؛ كأنه قال: جعله أرضًا دكَّاء، وقرأ الباقون غيرَ ممدودة بالتنوين.
كذا قال في نسبتها والصوابُ العكس، فقد قرأ ابنُ كثير ونافعٌ وأبو عمرو وابن عامر بغير مدٍّ، وقرأ باقي السبعة -وهم حمزةُ والكسائيُّ وعاصم- بالمد؛ كما في "السبعة" و"التيسير".
وله تحقيقٌ في القراءات، ففي قوله تعالى: {وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} الرحمن: ٧٦ قال: ومَن تكَلَّفَ وقرأ؟ (عَبَاقِرِيّ) بالياء (١) -لِيَصِحَّ وَصْفُها بالحِسان جَمْعًا- لم يَنْفَعْه ذلك؛ لأنَّ المكانَ يَصيرُ جَمْعًا، فأمَّا المنسوبُ إليه فيبقى واحدًا كـ "الجَوَالِقِيِّ"، إلَّا أنْ يُقْرَأَ: (عَبَاقِر) بدون الياء، فيصيرُ جَمْعًا، ولا ضَرورةَ إليه، فإنا قلنا: إنَّ العَبْقَرِيَّ جَمْعٌ، وواحدتُها: عَبْقَرِيَّةٌ.
وهناك قراءاتٌ من الشواذِّ ذكرها المؤلِّف ولم أجدها فيما توفَّر لديَّ من المصادر، ومنها عند قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ} المطففين: ٣ قال: وفي مصحف حفصةَ رضي اللَّه عنها: (وإذا كالوا لهم).
وفيما أوردناه كفايةٌ لبيان المراد، واللَّه تعالى أعلم.
٨ - الإسرائيليات في هذا التفسير:
الإسرائيليات: جمعُ إسرائيليةٍ، نسبةً إلى بني إسرائيل، وهي معارفُ اليهودِ وثقافتُهم المتمثِّلةُ بالتوراةِ وشروحها، والأسفارِ وما اشتَملت عليه، والتلمودِ -
(١) وهي قراءة شاذة نسبت لجمع من السلف، كما نسبت للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في خبر، لكنه لم يصح، وسيأتي تفصيل ذلك في مكانه.