أو هو نعتُ منعوتٍ محذوفٍ، وتقديرُه: قل قتالٌ فيه ذنبٌ كبير، أخبرَ أنَّه حرامٌ، وليس بحلال، ولكن بيَّن أنَّ فعلَ الكفَّار أكبرُ إثمًا منه، وهو قوله تعالى: {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، وهذا (١) ابتداءٌ؛ أي: وصدُّ الكفَّارِ (٢) المسلمينَ، وهو منعُهم إيَّاهم عن دينِ اللَّه، وهو الإسلام.
وقوله تعالى: {وَكُفْرٌ بِهِ}؛ أي: باللَّه.
وقوله تعالى: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} خفضه بثلاثةِ طُرُق:
أحدها: بعطفه على {بِهِ}؛ أي: وكفرُهم بالكعبة، وجحودِهم حقيَّتها (٣)، ومنع النَّاس عنها، على اعتقاد أنَّه واجبٌ أو جائزٌ.
والثاني: بعطفِه على: {سَبِيلِ اللَّهِ}؛ أي: ومنعُهم المسلمينَ عن دخول المسجد الحرام.
والثالث: قتال فيه وفي المسجدِ الحرام.
وقال الفرَّاء: {وَصَدٌّ} عطفٌ على قوله تعالى: {كَبِيرٌ}؛ أي: القتالُ فيه ذنبٌ كبيرٌ، وهو أيضًا صدٌّ عن سبيل اللَّه (٤)، ثمَّ قوله تعالى: {وَكُفْرٌ بِهِ} ابتداء، {وَإِخْرَاجُ} عطفٌ عليه، وخبرُهما {أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ}.
وقوله تعالى: {وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ}؛ أي: وإخراجُهم أهلَ المسجد من المسجد
(١) في (ر): "وهو".
(٢) بعدها في (ر): "أكبر إثمًا منه".
(٣) في (ر): "حقيقتها".
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ١٤١).