عَمَلُهُ} المائدة: ٥، والموتُ عليها ليس بشرطٍ عندنا، وقال الشافعي رحمه اللَّه: هو شرطٌ بهذه الآية، وقلنا: إنما جعل الموت على الكفر شرطَ جميعِ ما ذُكِرَ في بقيَّةِ الآية؛ مِن حبوطِ العمل، والخلودِ في النَّار، وبه نقول.
* * *
(٢١٨) - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}؛ أي: ثَبَتوا على إيمانِهم، فلم يرتدُّوا.
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا}؛ أي: من مكَّة إلى المدينة.
وقيل: أي: فارقوا أعمالَ السُّوء وأصحابَ السُّوء.
والأوَّل كان فرضًا، ونُسِخَت (١) فرضيته، والثاني فرضيته باقية.
وقوله تعالى: {وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}؛ أي: قاتَلوا الكفَّار.
وقيل: استَفْرَغوا المجهودَ في العملِ للَّه تعالى.
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} أي: هؤلاء لا تَحبَطُ أعمالُهم، بل يأتون راجِينَ رحمةَ اللَّه، مؤمِّلينَ (٢) ثوابَه، وليس هذا على التَّشكيك، ولكن مدحٌ لهم باستقصارِهم (٣) أعمالَهم، واستشعارهم آمالَهم، خائفين ردَّه، راجين قَبوله، قال اللَّه تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} المؤمنون: ٦٠.
(١) في (أ): "و".
(٢) في (ر): "مؤمنين".
(٣) في (أ): "باستقصائهم".