وقوله تعالى: {وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ} آل عمران: ١١٨؛ أي: ما يَشُقُّ عليكم.
وقوله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} التوبة: ١٢٨؛ أي: شديدٌ عليه ما يَشُقُّ عليكم. وقيل: ما أثمتم. وقيل: أي: هلاكُكم بالذُّنوب.
وقوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}؛ أي: منيعٌ (١)، لا يَمتنعُ عليه ما يشاء، و {حَكِيمٌ} فلا يَحكمُ إلَّا بما فيه حكمة.
وقيل: المرادُ بالمخالطة المذكورة في هذه الآيةِ هي المخالطةُ بالأنْفُسِ بالمناكحات، وهو أن يكون ابنًا، فيزوِّجَهُ ابنتَه، أو يكون بنتًا، فيزوِّجَها ابنه، فتوكَّدَ (٢) الألفة، ويخلطه بنفسه وبعشيرته؛ إيناسًا لوَحشتِه، وإزالةً لوحدته، وهو مرويٌّ عنِ الحسن.
وقريبٌ مِنه ما ذُكِرَ في قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} إلى قوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} النساء: ١٢٧، ويدلُّ على هذا في هذه الآية ذِكر النِّكاحِ فيما بعدَهُ.
* * *
(٢٢١) - {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
وقوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} هو قيل: كانوا يلونَ (٣) يتامى أهل
(١) في (ر): "ممتنع".
(٢) في (ر): "فتتأكد".
(٣) في (ر) و (ف): "يكونون"، وهو تحريف.