وقوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ} الطعامُ هو التين، وقيل: التين والعنب، وقيل: الفاكهةُ التي حملها أيَّ شيءٍ كان. والشرابُ هو العصير.
وقوله تعالى: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} قرأ أهل المدينة وعاصمٌ وابن كثير بإثبات الهاء في الوصل والقطع، وقرأ أبو عمرو: {لم يَتَسنَّ} بغير هاء، والكسائيُّ يحذفها في الوصل ويُثبتها في الوقف (١).
ولإثبات الهاء وجهان:
أحدهما: أنها أصلية (٢)، ومعناه: لم يتغير، من قولك: تَسَنَّهَ يَتسَنَّهُ تَسَنُّهًا؛ أي: تغيَّر بمرِّ السنين، وأصلُ السَّنةِ: سَنهة، ولذلك يقالط في التصغير: سُنَيهة.
والثاني: أن أصله: لم يَتَسنَّ، والهاء للاستراحة كما في قوله: {اقْتَدِهْ} الأنعام: ٩٠ و {مَا هِيَهْ} القارعة: ١٠، وأما الحذف فلهذا، ثم قولُه: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} يفسَّر على وجهين:
أحدهما: أنه بمعنى: لم يتغيَّر بمضيِّ السنين، والسَّنةُ لا هاء فيها، وأصلها: سَنوةٌ، وكذا الهاء في الجمع، فيقال: سِنونَ، في الرفع، و: سِنينَ، في النصب والخفض، وأصله: لم يَتَسَنَّى (٣)، وصَرْفُه: تَسَنَّى يَتسنَّى، وسقطت الياء للجزم بـ (لم).
والثاني: أن قولهم: تَسنَّى يَتَسنَّى أصله: تَسنَّنَ يَتَسنَّنُ، قُلبت إحدى النونات
(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ١٨٨ - ١٨٩)، و"التيسير" للداني (ص: ٨٢)، وفيهما: حمزة والكسائيّ بحذف الهاء في الوصل خاصَّة، وباقي السبعة بإثباتها في الحالين. وهو يخالف ما ذكره المؤلف في أمرين: الأول: ما نسبه لأبي عمرو من القراءة بغير هاء، والثاني: عدم ذكر حمزة مع الكسائي في حذف الهاء في الوصل.
(٢) في (ف): "أنها للوصلته"، وفي (ر): "أنه لوصلته".
(٣) قوله: "يتسنى" كذا في النسخ، والصواب: (يتسن) بحذف الألف للجزم.