ثوابُ الإنفاق في سبيلِ اللَّه كمَثَلِ حبَّةٍ (١) تُبذَرُ في الأرضِ، فتُنْبِتُ تلك الحبَّةُ الواحدةُ من السَّنابل سبعًا.
والسنابل: جمع سُنبلةٍ وسُنبُلٍ، وهي على ميزانِ فُنْعُلة (٢)، والنونُ مَزيدةٌ فيه، وهي من الإسبالِ، وهو إرسال الستر، سُميت بها لأنها تَسترسِلُ استرسالَ الستر، و (٣) لأنها تستر الحب.
ثم تخرجُ السنبلة مئة حبة، ثم (٤) وإن لم يكن كلُّ زرع على هذا التقدير غالبًا، فهو مما يكونُ، فيصحُّ التشبيه به؛ لأن شرط صحة التمثيل والتشبيه الكونُ لا مشاهدةُ الجميع (٥)، قال اللَّه تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} الصافات: ٦٥، وقال امرؤ القيس:
ومَسنونةٌ زرقٌ كأنيابِ أغوالِ (٦)
على أنَّ سنابل الدُّخْن تبلغ هذا وتزيدُ عليه.
وقيل: معناه: الحبةُ تخرج سبعَ سنابل، وكلُّ سنبلةٍ إذا بُذرت حباتُها أَخرجت مئة حبة، وقد تزيد على هذا.
وقيل: لما نزل قوله تعالى: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} البقرة: ٢٧٦ ورأوا أن
(١) في (أ): "كحبة"، بدل: "كمثل حبة".
(٢) في (أ) و (ر): "فيعلة"، وفي (ف): "فتعلة"، والصواب المثبت. انظر: "البحر المحيط" (٤/ ٥٣١).
(٣) في (أ): "أو".
(٤) "ثم": من (أ).
(٥) في (ر): "المجمع"، وفي (ف): "الجمع".
(٦) انظر: "ديوان امرئ القيس" (ص: ١٣٧)، وصدره:
أيَقْتُلُني والمَشْرَفي مُضاجِعي