وقيل: هو عامٌّ في حقِّ جميع الكفار.
والآياتُ: الكتبُ كلُّها، وكذلك الأنبياءُ كلُّهم؛ لأنَّ الآيةَ هي العلامة (١)، والأنبياءُ أعلامٌ، قال اللَّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} يوسف: ٧ وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} المؤمنون: ٥٠، وكذلك دلائلُ التوحيد كلُّها آياتٌ؛ قال اللَّه تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يوسف: ١٠٥.
* * *
(٥) - {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}.
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}: أي: فكيف يخفى عليه قولُ هؤلاء النصارى؟ وعيسى كان يَخفى عليه أمرُ السماء، وكذا أمرُ الأرض؛ فقد خفيَ عليه تدبيرُ الكفار في قتله فكيف يكون إلهًا؟ واللَّه هو الذي لا يَخفى عليه شيءٌ.
* * *
(٦) - {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ}: أي: يَجعلكم على هيئاتٍ (٢) مخصوصةٍ في أرحامِ أمَّهاتكم، مِن ذكرٍ وأنثى، وأسودَ وأبيضَ، وتامٍّ وناقصٍ، وطويلٍ وقصيرٍ، وحسنٍ وقبيحٍ.
والصورة: الهيئة (٣)، وهي مِن الصَّوْر وهو الضمُّ والقطع والإمالة، وفي الصُّورة ذلك كلُّه، والتصويرُ بعد التارات الثلاثة (٤) مِن النطفة والعلقة والمضغة.
(١) في (أ): "لأن الآيات هي العلامات".
(٢) في (ف): "هيئة".
(٣) في (أ) و (ف): "والهيئة".
(٤) في (أ) و (ف): "الثلاث".