تَرَوَّحْنا من الدَّهْناءِ أرضًا... وأَعْجَلْنا الإلَاهةَ أنْ تَؤُوبا (١)
ومعنى الاسمِ: أنه العَلِيُّ العظيم.
فعلى هذه الوجوهَ: (إلهٌ) فِعالٌ على أصلِ الكلمةِ من غيرِ إبدال همزةٍ عن واوٍ، ثم حُذفت الهمزةُ مع الألف واللام لِمَا مرّ.
ومنهم مَن جعَله من لاهَ يَلُوه؛ أي: عَلَا، ومعناه (٢): العَلِيُّ العالي المتعالي.
ومنهم مَن جعَله من لاهَ يَلُوهُ ولاهَ يَلِيهُ؛ أي: احتجَبَ، قال الشَّاعر:
لاحَتْ تُوافق عين الناسِ رؤيتها... ونحنُ نِلْنا المُنَى لمَّا أتَيْناها
لاهَتْ فما عُرِفَتْ يومًا بخارجةٍ... ياليتَها خَرَجتْ حتَّى رَأَيْناها (٣)
ومعناه: أنَّه حَجَب أبصارَ أهل الدنيا عن رؤيته (٤)، ووَعَد المؤمنين لقاءَه وهُم في جَنَّته.
فعلى (٥) هذين الوجهين: قولُنا: اللَّه، هو على الأصلِ من غير حذفٍ، وقد وَرد أيضًا بهذه الصيغة فيما ليس في أوَّله ألفٌ ولام، قال الشاعر:
(١) البيت لبنت عتيبة بن الحارث اليربوعي. انظر: "الجيم" لأبي عمرو الشيباني (٣/ ٢٢٥)، و"تفسير الطبري" (١٠/ ٣٦٩)، ودون نسبة في "البارع في اللغة" لأبي علي القالي (ص: ١١٠)، و"المحتسب" لابن جني (٢/ ١٢٣)، و"الصحاح" (مادة: أله)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ٩٨). وصدر البيت من (ر) وليس في (أ) و (ف)، ووقع في ألفاظه اختلاف في المصادر.
(٢) بعدها في (أ) و (ر): "أنه".
(٣) في (ف): "عرفناها". والمثبت من (أ) و (ر) والمصادر، وقد ورد البيت دون نسبة في "تفسير الثعلبي" (١/ ٩٨)، و"تفسير القرطبي" (٢٠/ ٣٥)، و"حاشية الشهاب على البيضاوي" (١/ ٥٦). أما البيت الأول فلم أجده، ولم يرد في (أ) و (ف).
(٤) في (ف): "ومعناه أنه محتجب حجب عن أبصار أهل الدنيا"، وصحح في الهامش إلى المثبت.
(٥) في (ف): "وعلى".