ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} الأنعام: ١٤٦، واليهود كانوا يقولون: هذا كلُّه كان حرامًا (١) من زمن نوحٍ، فردَّ اللَّه تعالى عليهم ذلك:
وهو (٢) قولُه جل جلاله: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: فاستحضرَهم رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلم يُحضروها لعلمهم أنهم كاذبون، وفي ذلك أوضح دلالةٍ على صدق نبيِّنا عليه الصلاة والسلام.
* * *
(٩٤) - {فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
قوله تعالى: {فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}: أي: ادَّعى تحريمَ ذلك في التوراة {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} أي: من بعد هذا البيان {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}: والافتراء (٣) قبل هذا البيانِ كان ظلمًا أيضًا، لكن هذا أفحشُ وأشدُّ، وهو كما يُقال: مَن ذبَّ عن غيره في القتال فذلك هو الشجاع؛ أي: هو النهايةُ في الشجاعة.
* * *
(٩٥) - {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
قوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ}: أي: في قوله: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} الآية، لا أنتم فيما قلتُم.
قوله تعالى: {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ}: نصب على الحال {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كاليهود والنَّصارى، فاتَّبِعُوه في استحلال ذلك كلِّه.
(١) في (ف): "كله حرام".
(٢) "وهو" ليس في (ف).
(٣) في (ر): "بالافتراء"، وفي (ف): "الظلم الافتراء".