الإشارة: ما وقف عليه الخليل بهمَّته، وشَرُفَ مقامُ إبراهيم لأنه أثر الخليل، وأثرُ الخليل عند الخليل له خطرٌ جليلٌ.
وقوله تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}؛ أي: دخل مقام إبراهيم عليه السلام، ومقام إبراهيم التسليمُ، فمَن سلَّمَ الأمورَ إلى اللَّه تعالى لم يبقَ له اختيارٌ، ومَن سقطَ اختيارُه ثبتَ أمنُه وزال حِذارُه.
قال: ويُقال: {وَمَنْ دَخَلَهُ} يرجع إلى البيت، ومعناه: دخوله على وصف الأدب، وأدبُ دخول البيت تسليمُ الأمور إلى ربِّ البيت.
قال: ويقال: لا يكون دخول البيت على الحقيقة إلَّا بخروجك عنك، فإذا خرجْتَ عنك صحَّ دخولُك في البيت.
قال: ويقال: دخولك في بيته لا يصحُّ مع تعريجك في أوطانك ومعاهدك، فإنَّ الشَّخص الواحد لا يكون في حالةٍ واحدةٍ في مكانَين، فمَن دخل بيتَ ربِّه فبالحَرِيِّ أن يخرج من معاهد (١) نفسه؛ ليُكرَم بالدُّخول في مشاهد (٢) قُدسه (٣).
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}: الحَجُّ بالفتح والكسر لغتان، كالسَّلْم والسِّلْم، والوَتْر والوِتْر، والكسر لغة أهل نجد، والفتح لغة أهل (٤) الحجاز وأهل العالية.
وتفسيره: زيارةُ البيت، في اللُّغة.
(١) "معاهد" ليس في (ف). ولعله يريد بالمعاهد: المألوفات.
(٢) في (ف): "مشاهدة".
(٣) في (ف): "مشاهدة قدسه". وانظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٢٦٢ - ٢٦٣). والعبارة الأخيرة لم ترد فيه، وهي: "ليُكرَم بالدُّخول في مشاهد قُدسه".
(٤) "أهل" ليست في (أ).