قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}: أي: كيف تكفرون مع وضوح الدلائل.
وقيل: أي: كيف يطمع هؤلاء في كفركم مع علمهم أن كتاب اللَّه (١) يُتلى عليكم، ورسول اللَّه معكم يبيِّن لكم معانيَه، ويقيم المعجزات الدَّالةَ على صدقه.
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: لا ينبغي لمن أشرقت في قلبه شموسُ العرفان أن يقع عليه ظلُّ الكفر والطغيان، فإنه إذا أقبل الليل من هاهنا أدبر النهار من هاهنا (٢).
قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ}؛ أي: يمتنعْ باللَّه من أعدائه، والعصمةُ: المنع، أي: ومَن يتعلَّق بدين اللَّه.
وقيل: أي: ومن يتمسَّك بكتاب اللَّه.
قوله تعالى: {فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}: أي: أُرشد إلى الدِّين الحقِّ.
قال الإمام أبو منصورٍ رحمه اللَّه: أي: مَن يجعلِ اللَّهَ له مفزعًا وملجأً عند الشُّبَه والإشكال {فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}؛ أي: يحفظه (٣) عن الشُّبَه (٤).
* * *
(١٠٢) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}: هو (٥) تفسير الاعتصام.
(١) في (أ): "نبيكم".
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٢٦٥).
(٣) في (أ): "لحفظه".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٤٤٢).
(٥) في (أ): "مر".