قال الكلبيُّ: {وَلَا تَكُونُوا}: خطابٌ للأوس والخزرج، {كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا} يعني: اليهودَ والنصارى، {وَاخْتَلَفُوا} في الدِّين، {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} في كتابهم.
* * *
(١٠٦) - {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}.
قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}: {يَوْمَ} نصبٌ على الإغراء، وقيل: على الظَّرف؛ أي: ولهم عذابٌ عظيمٌ في يوم تبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوه.
وأكثر أهل التَّفسير على أنه تبيضُّ وجوهُ قومٍ، وتسودُّ وجوهُ آخرين حقيقةً، ليتميَّزَ أهلُ الجنَّة مِن أهل النَّار، وعلى هذا قوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} الرحمن: ٤١، وقوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} الزمر: ٦٠.
وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يُحْشَرُ المؤمنُ ووجهُهُ أضوأُ مِنَ القمرِ ليلةَ البدرِ، ويُحْشَرُ الكافرُ ووجهُهُ أسودُ مظلمٌ" (١).
وفي الخبر في قوله تعالى: {وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} القلم: ٤٢: أنَّ المؤمنين إذا سجدوا رفعوا رؤوسهم ووجوهُهم مثلُ الثلج بياضًا، والكفَّار لا يستطيعون السُّجود (٢)، فإذا نظروا إلى وجوه المؤمنين اسودَّتْ وجوهُهم (٣).
(١) لم أقف عليه.
(٢) "السجود": من (ف).
(٣) قطعة من خبر ذكره أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" (١/ ٢٦١) فقال: (ويقال. . .)، وأورده =