قوله تعالى: {مَقَاعِدَ}: جمع مقعدٍ، وهو موضع القعود، وجاء في التَّفسير: أمكنةُ القتال، ومصافُّ القتال، وكان ينزل (١) كلَّ طائفةٍ موضعًا مخصوصًا.
وسمِّيَتْ مقاعد لأنهم يتمكَّنون فيها (٢) قاعدين إلى أن يقعَ القتال.
وقيل: هي الأماكن، وهي تكون للقيام والقعود جميعًا، ويُسمَّى بأحدهما، ويُدَلُّ على الآخر، وهو كقوله تعالى: {قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} النمل: ٣٩، سمَّاه مقامًا -وهو للقعود والقيام جميعًا- لهذا.
وقال الإمام أبو منصورٍ رحمه اللَّه: وفي الآية: أنَّ الأئمَّة هم الَّذين يتولَّون أمور العساكر، ويختارون لهم المقاعد، وعليهم تعاهُد أحوالهم، ودفعُ الخلل والضياع عنهم ما احتمل وسعُهم، وعليهم طاعة الأئمَّة، وقَبول الإشارة (٣) من الإمام؛ قال اللَّه تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} النساء: ٥٩ (٤).
قوله تعالى: {لِلْقِتَالِ}: أي: لأجل مقاتلة الكفار.
{وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}: قيل: {سَمِيعٌ} لِمَا يقول المنافقون يومئذٍ، {عَلِيمٌ} بما يُضمرون (٥)، وهو وعيدٌ لهم.
وقيل: {سَمِيعٌ} لِمَا يقول محمَّد للمؤمنين، {عَلِيمٌ} بما يضمرُه، وهو تزكيةٌ للنَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(١) في (ر): "وكان يقعد".
(٢) في (ر): "منها".
(٣) في (ر): "الإمارة".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٤٦٦).
(٥) في (ر): "يضمرونه".