قوله تعالى: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا}: أي: تصبروا على القتال وتتقوا الفِرار.
وقيل: {إِنْ تَصْبِرُوا}؛ أي: تثبتوا، و {وَتَتَّقُوا} مخالفةَ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وعصيانَه.
قوله تعالى: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ}: قال ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: من وَجْههم هذا (١)؛ أي: من طريق مكَّة،، ولم يرجعوا وتمُّوا على قصدهم.
وقال مجاهد والضَّحَّاك: أي: من غضبهم (٢).
قولُه تعالى: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ}: جزم بالشَّرط والجزاء.
قوله تعالى: {بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}: قرأ ابن كثيرٍ وعاصم وأبو عمرو بكسر الواو، والباقون بفتحها (٣).
والتَّسويمُ: الإعلام، والسُّومةُ: العلامةُ الَّتي يعلِّم بها الفارس نفسَه.
ومعنى قراءة الكسر: أنَّهم أعلموا خيلهم في أذنابها ونواصيها وأنفسَهم بنوع لباسٍ.
ومعنى قراءة الفتح: أنَّهم (٤) فُعل بهم ذلك؛ وله وجهان: أعلموا أنفسهم بذلك، فهم مفعولون بفعل أنفسهم، أو اللَّه تعالى فعل بهم ذلك.
(١) رواه بهذا اللفظ الطبري في "تفسيره" (٦/ ٢٩ - ٣١) عن عكرمة وقتادة والحسن والربيع والسدي وابن زيد، وعن ابن عباس بلفظ: من سفرهم هذا. وكذا رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٧٥٣) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٢) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (٦/ ٣١) عن مجاهد والضحاك، إلا أن الضحاك قال: (من وجههم وغضبهم). وكذا رواه ابن المنذر في "تفسيره" (٨٨٨) عن الضحاك.
(٣) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٢١٦)، و"التيسير" للداني (ص: ٩٠).
(٤) في (أ) و (ف): "أنه".