قوله تعالى: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}: قيل: هو عطفٌ على قوله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا} فاعتَرض (١) بينهما كلامٌ تامٌّ.
وقيل: هو بمعنى: إلَّا أن (٢)، كأنَّه قال: ليس لكَ من الأمر شيءٌ إلَّا أن يعطيَهم اللَّهُ تعالى التَّوبةَ.
وقيل: إلَّا أن يتوبوا فيَقبلَ (٣) توبتهم أو يعذِّبهم فإنهم ظالمون مستحقُّون للتَّعذيب، فيكون أمرك تابعًا لأمر اللَّه (٤) برضاك بتدبيره.
* * *
(١٢٩) - {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}: أي: الأمر له لا لك؛ لأنَّ ما في السماوات وما في الأرض له لا لك.
قوله تعالى: {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}: هو الذي يهدي مَن يشاء فيوفِّقُه (٥) فيغفر له، ويخذل من يشاء فيعذِّبه على كفره ومعاصيه.
قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: فيغفر (٦) لمن تاب، ويرحم جميعَ خلقه، ومن رحمته جعل للكفَّار عن الكفر بالإيمان مخرجًا ومتابًا.
(١) في (أ) و (ف): "واعترض".
(٢) في (ر): "الإذن"، وفي (أ): "إلا"، دون: "أن".
(٣) في (ف): "فيتقبل".
(٤) في (ر) و (ف): "تابعا للَّه".
(٥) في (أ): "ويوفق"، وفي (ف): "على وفق".
(٦) في (ف): "يغفر".