وكانت هندٌ بنتُ عتبةَ في صواحباتها أخذن (١) الدُّفوف حين حميت الحرب يضربن بها ويقلن:
نحن بناتُ طارقْ... نمشي على النَّمارقْ
إنْ تُقْبِلوا نعانِقْ... ونَفْرش النَّمارقْ
أو تُدْبِروا نُفارِقْ... فراقَ غيرِ وامقْ (٢)
وكان أبو عامرٍ عبدُ عمرِو بن صيفيٍّ أولَ مَن لقيهم بالأحابيش (٣) وعبيدِ أهل مكة، فقاتلهم قتالًا شديدًا حتى حميت الحرب، وقاتل أبو دجانة، وقتل علي بن أبي طالب طلحة بن أبي طلحة وهو كبش الكتيبة وهو يحمل لواء قريشٍ.
وأخذ اللواء من بعده عثمان بن أبي (٤) طلحة فقتله حمزة، ثم أخذه أبو سعد بن أبي طلحة فرماه سعد بن أبي وقاص بسهمٍ فمات مكانه، وأخذ اللواء بعده مسافع بن طلحة فقُتل، وقتل الحكم بن الأخنس، وعبد اللَّه بن حميد، وأبو أمية بن حذيفة (٥).
ورمى عاصمُ بن ثابتٍ بن أبي الأقلح الأنصاريُّ مسافعَ بن طلحة فقال: خذها وأنا ابن الأقلح، وكذلك فعل بأخيه الحارث بن طلحة، فأتته أمه سلافةُ فقالت: مَن رماك يا بني؟ قال سمعت رجلًا رماني وهو يقول: خذها وأنا ابن أبي الأقلح، فنذرتْ لئن أَمْكنَها اللَّه من رأس عاصم أن تشرب في قَحْف رأسه خمرًا، وجعلت لمن جاء به مئةً من الإبل.
(١) في (أ): "أخذت".
(٢) الوامق: المُحب. وهذا الرجز يقال: إنه لهندٍ بنت طارق بن بَيَاضةَ الإياديةِ، قالته في حرب الفرس لإياد، وتمثلت به هند بنت عتبة. انظر: "اللسان" (مادة: طرق).
(٣) في (ف): "من الأحابيش".
(٤) "أبي" ليس في (أ).
(٥) في (أ): "وأبو حذيفة" بدل: "وأبو أمية بن حذيفة".