وقالوا: في القرآن أربعُ كلماتٍ هي (١) صلاتٌ؛ وهي: الاسمُ، والوجهُ، وكادَ، وطَفِقَ:
{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} المزمل: ٨ {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} الرحمن: ٢٧، {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} النور: ٤٠، {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} الأعراف: ٢٢.
وتكلَّموا في معنى الزيادة: قال الأخفشُ: هو للتبرُّك، ولو قيل: باللَّه، لظنُّوه قَسَمًا، فأُزيلَ الاشتباهُ بذِكْر هذه الزيادة.
وقال قطربٌ: إنَّه لإجلالِ ذكرِ (٢) اللَّهِ؛ ليقعَ به الفرقُ بين ذِكْره وبين ذِكْر خَلْقه في مثلِ قولهم: تبرَّكتُ بفلانٍ (٣).
وأكثرُهم على أنَّ الكلمةَ مقصودةٌ غيرُ زائدة، ومعناه البدايةُ بذِكْر أسامِيْه التي سمَّى نفسَه بها والتبرُّكِ بها، قال اللَّهُ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الأعراف: ١٨٠، وفيه شيئان: الثناءُ على اللَّهِ بها، واستنجاحُ الحوائجِ بذِكْرها.
فأمَّا (٤) الأوَّل: فقد قال اللَّهُ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الأعراف: ١٨٠، وهي تسعةٌ وتسعونَ اسمًا متفرِّقةً في القرآن، وسمَّى المؤمنينَ بأساميَ حسنةٍ في القرآن، كما في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} الآيات المؤمنون: ١، {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} الآية التوبة: ١١٢، {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} الآية الأحزاب: ٣٥، {إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ} الآيات المعارج: ٢٢ - ٢٣، وقد قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} المائدة: ٥٤.
(١) في (ف) و (أ): "هن".
(٢) في (ر): "اسم". والمثبت من (أ) و (ف)، وهو الموافق لما في "النكت والعيون" (١/ ٤٧).
(٣) في (ر): "اسم". والمثبت من (أ) و (ف)، وهو الموافق لما في "النكت والعيون" (١/ ٤٧).
(٤) في (ف): "أما".