(١٣) - {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}؛ أي: معالمُ دِينه بيَّن فيها حلالَه (١) وحرامَه، وطاعتَه ومعصيته.
قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}: شرطٌ وجزاءٌ في وعد المطيعين.
* * *
(١٤) - {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}: شرطٌ وجزاءٌ في وعيد الكافرين.
ولا حجَّة فيه للخوارج والمعتزلة في تخليد صاحب الكبيرة في النَّار؛ فإنَّ الآية في حقِّ الكفَّار؛ لأنَّ الكافر هو الَّذي يتعدَّى الحدود كلَّها، ويكون عاصيًا في كلِّ شيء، فأمَّا المؤمن العاصي فهو مطيع بالإيمان، غيرُ متعدٍّ حدَّ التَّوحيد.
وقال الضَّحَّاك: المعصية هاهنا هي الشِّرك (٢).
وقال الكلبيُّ: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}؛ أي: يَكفرْ بقسمة المواريث، {وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} استحلالًا (٣).
(١) في (أ) و (ف): "معالم بيَّن حلاله".
(٢) ذكره الواحدي في "البسيط" (٦/ ٣٧٥).
(٣) ذكره الواحدي في "البسيط" (٦/ ٣٧٦).
وروى نحوه الطبري في "تفسيره" (٦/ ٤٩١) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. وابن أبي حاتم في =