وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} قال الحسنُ: أي: كان عفوًّا غفورًا لعباده قبل أنْ يخلقَهم (١).
وقيل: أي (٢): كذلك أجرى اللَّهُ العادةَ في الأوَّلين؛ وهو العفوُ والمغفرةُ للمعذورين، وكذلك يفعلُ بالآخِرين.
وقيل: العفوُ: هو التَّخفيفُ برفعِ الإثم عنهم، وكان له أن يُغلِّظَ المحنةَ في التعبُّد عليهم.
* * *
(١٠٠) - {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
وقوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا} قال الضحَّاك: أي: متحوَّلًا (٣).
وقال أبو رَوْق: أي: مخرجًا عمَّا يَكرهُ.
وقال ابنُ كيسان: أي: مُنقلَبًا.
وقال يمانُ بن رئاب: أي (٤): ملجأً.
وقال السُّدِّيُّ: أي: مبتغَى معيشةٍ (٥).
(١) ذكره الزجاج في "معاني القرآن" له (٢/ ٩٥).
(٢) لفظ: "أي" من (ف).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٧/ ٤٠٠).
(٤) "أي" ليس من (ف).
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٧/ ٤٠١).