وقوله تعالى: {وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا}؛ أي: بصرفِهم ومنعِهم، وهو بطريقين: بالقِتالِ، واستغواءِ الضَّعفَةِ والجُهَّال.
* * *
(١٦١) - {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
وقوله تعالى: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا}؛ أي: وبأخذهم، {وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ} أي: في التَّوراة، ودلَّ على حُرمةِ الرِّبا في كلِّ الأمم.
وقوله تعالى: {وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} هو أخذُ الرِّشا في الأحكام واستئكالُ أموالِ الأشرافِ بتَحريفِ الكتاب.
وقوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ}؛ أي: دون مَن آمن. {عَذَابًا أَلِيمًا} في الآخرة، مع تحريم الطيِّباتِ وغير ذلك في الدُّنيا.
ومن استدلَّ بالآيةِ على أنَّ الكفَّار مخاطبون بالشَّرائع؛ فإنَّه ذكرَ التَّحريم والنَّهي، فلا حجَّة له فيه؛ لأنَّ الخلاف في العباداتِ، فأمَّا حقوقُ العباد (١)؛ من أخذِ أموالِهم بالغَصب والسَّرقة والعقود الفاسدةِ، فهم مؤاخذون بأحكامِنا بقوله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} المائدة: ٤٩.
* * *
(١٦٢) - {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا}.
(١) في (أ): "الناس".