وبعيرٌ معبَّد؛ أي: مَطْليٌّ بالقَطِران، قال طَرَفةُ:
إلى أنْ تَحامَتْني العشيرةُ كلُّها... وأُفْرِدْتُ إفْرادَ البعيرِ المعبَّدِ (١)
فالعبادةُ من التعبُّد، وهي التذلُّلُ للَّه تعالى.
والثاني: الإكرام والإعزاز، يقال: بعيرٌ معبَّدٌ؛ أي: مُكْرمٌ، قال حاتم:
تقولُ ألَا أَمْسِكْ عليك فإنَّني... أرى المالَ عندَ الباخِلين معبَّدًا (٢)
فالعابد (٣) على هذا هو المكرَم بالإذن في الخدمة (٤).
والثالث: الأنَفة والاستنكاف؛ قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} الزخرف: ٨١ على قراءةِ حذفِ الألف (٥)، وقال الشاعر:
أولئك آبائي فجئني بمثْلِهم... وأَعْبَدُ أنْ يُهْجَى كُليبٌ بدارِمِ (٦)
= (ص: ١٥٣)، و"شرح المعلقات السبع" للزوزني (ص: ٩٤). وجاء في هامش (ف): "أي سابقت هذه الناقةُ نوقًا كرامًا حسانًا مسرعات، فأَتبعت وظيفةَ يدِها وظيفة رجلها فوق طريق مطوي بذلك، والعتاق جمع عتيق، والمور المعبد: الطريق المذلل". والوظيف قال الزوزني: ما بين الرسغ إلى الركبة. وقال ابن الأنباري: قوله: (أتبعت وظيفا وظيفا)، معناه: لم تتكل يدها على رِجلها ولا رجلُها على يدها.
(١) البيت من معلقته. انظر: "شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات" لابن الأنباري (ص: ١٩١)، و"شرح المعلقات السبع" للزوزني (ص: ١٠٧).
(٢) انظر: "الأضداد" لابن الأنباري (ص: ٣٥)، و"الزاهر" له (١/ ١٠٨)، و"جمهرة اللغة" (١/ ٢٩٩). وذكره ابن سيده في "المخصص" (٢/ ٣٩٦) بلفظ: (تقول ألا تمسك عليك. . .).
(٣) في (ر): "فالعبد".
(٤) في (ر): "بالخدمة".
(٥) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٣٧)، و"المحتسب" (٢/ ٢٥٧).
(٦) نسب للفرزدق وليس في ديوانه، وورد في المصادر بألفاظ متقاربة لكن مع احتوائها جميعا على =