(٧١) - {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وقوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}؛ أي: أنطلَبُ النَّجاحَ ممَّن لا يَملِكُ لنا نفعًا ولا ضرًّا، وهي الأصنام.
وقيل: أي: أنَعبدُ، مِن قوله: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} الإسراء: ٦٧، ويَرجع إلى قوله: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الأنعام: ٥٦، والأقرب إلى قوله: {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ}، وكان الكفَّارُ -لعنهم اللَّه- يتَّخِذون الأصنامَ أولياءَ وشُفعاء.
وقيل: أي: لا يَنفعُنا إنْ أطعناهُ، ولا يَضرُّنا إنْ عصيناهُ.
وقوله تعالى: {وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ} عطفٌ على الأوَّل، والاستفهامُ بمعنى الإنكار.
وقال المبرِّد: إذا قلت: ردَّ على عقبِه، فمعناه: جاءَ لينفذَ، فسُدَّ سبيلُه.
وقيل: أي: نرتدَّ عن دينِنا، ونرجعَ إلى ورائِنا، وهو عبارةٌ عن الإدبار والخيبةِ والدَّمار، وهو كقوله: {نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ} الأنفال: ٤٨، وقوله: {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} آل عمران: ١٤٤.
وقوله تعالى: {بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ}؛ أي: إلى الدِّين الحقِّ.
وقوله تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ}؛ أي: جرَّتهُ إلى المهاوي، وهي المساقطُ والمهالك، كما يقال: استزلَّتهُ واستَغْوتهُ؛ أي: جرَّتهُ إلى الزَّللِ والغِواية (١).
(١) في (ف): "أو الغواية".