(٦٧) - {قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وقوله تعالى: {قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: هو كجواب نوح وقد فسَّرناه.
* * *
(٦٨) - {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}.
وقوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}: أي: ناصحٌ لكم أمينٌ على وحي اللَّه تعالى، وقد فسَّرنا سائره في قصة نوح عليه السلام، ومعنى الأمين على الوحي: أن لا يغيِّره ولا يَكذِب فيه؛ كما قال موسى عليه السلام: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} الأعراف: ١٠٥.
* * *
(٦٩) - {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وقوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ} قد فسرناه.
وقوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ}: أي: سكانَ الأرض بعدَهم.
و {خُلَفَاءَ}: جمعُ خَليف، فأما الخلائف فهي جمعُ خليفة.
وقوله تعالى: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً}: قيل: هي بسطةُ (١) اليدين بالتصرُّف، وقيل: بالمال، وقيل: هي بسطةُ الجسم في الخِلقة.
(١) في (ف): "بسط".