وللخطأ: قال تعالى خبرًا عن إخوةِ يوسف صلوات اللَّه عليهم: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِين} يوسف: ٨.
وللبطلان: قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} محمد: ١.
وللجهالة: قال تعالى خَبَرًا عن موسى: فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} الشعراء: ٢٠.
وللنسيان: قال اللَّه تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} البقرة: ٢٨٢.
وللتَّلَاشي: قال تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} السجدة: ١٠.
وفي هذه الآيةِ هو ضلالُ الكفر؛ لأنه مقابَلٌ بالإيمان المذكورِ في قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}.
ثم (١) هو كفرٌ مخصوصٌ؛ لأنهم معطوفون على المغضوب عليهم، فالظاهرُ أنهم غيرهم، وقد قلنا: إنه رُوي أنهم النصارى.
ثم الغضبُ والضلال وردا جميعًا في القرآن لجميع الكفار على العموم، ولليهود والنصارى جميعًا على الخصوص:
قال اللَّه تعالى في حقِّ جميع الكفار: {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ} النحل: ١٠٦، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} النساء: ١٦٧.
وقال في حقِّ اليهود: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} إلى أن قال: {أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} المائدة: ٦٠.
وقال في حقِّ النصارى: {وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا
(١) "ثم": من (أ).