وقال أبو عَوْسجةَ: الثعبان: الحية (١).
وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: الحيةُ الذَّكرُ (٢).
وقال الفرَّاء: أعظمُ الحيات (٣).
وقيل: الحية الضَّخم العظيم، مأخوذٌ من ثَعَب الماءَ: إذا فجَره، والمثعَبُ: موضعُ انفجارِ الماء، سُمي به لأنه يجري كعينِ الماء عند الانفجار.
وقوله تعالى: {مُبِينٌ}؛ أي: يبين (٤) أنه حيةٌ لا لبسَ فيه.
قال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: فأوقع موسى العصا وكان جبريل دفعها إليه حين توجَّه إلى مدين (٥).
وقالوا: كانت من الجنة حملها آدم منها إلى الدنيا، وهي من الآس.
فإذا (٦) العصا حيةٌ أصفرُ أشعرُ ذكرٌ أعظمُ الحيَّات، فملأت دار فرعون، فإذا فتحت فاها صار شدقُها ثمانين ذراعًا، ثم شدَّت على فرعون لتبتلعه، فوثب فرعون عن سريره فهرب منها، وهرب الناس فصاحوا، واستغاث فرعون بموسى عليه السلام، فأخذها موسى فإذا هي عصًا كما كانت.
وقال وَهْبٌ: صار أعظمَ ثعبانٍ نظر إليه الناظرون، أسودَ مدلهمًّا يَدبُّ على
(١) ذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٤/ ٥١٩). وأبو عوسجة اسمه مسلم، له صحبة روى عنه ابنه. انظر: "أسد الغابة" (٥/ ١٨١)، و"الإصابة" (٧/ ٢٩٤).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٠/ ٣٧٥)، وذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٤/ ٥٢٠).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٣٨٧)، ولفظه: هو الذكر وهو أعظم الحيات.
(٤) في (ر) و (ف): "بين".
(٥) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٨٤٧).
(٦) في (ر): "فأجاء".