المؤمنين، فقال اللَّه جل جلاله: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} فاطر: ١٠، فقطَع طمعه عن ذلك.
وقول القارئ: (آمين) بعد تمام السورة (١) فيه لغتان (٢):
(أَمِينَ) بالقصر، قال الشاعر:
تباعَدَ مِنِّي (٣) فُطْحُلٌ إذ لَقِيتُهُ... أَمِينَ فزاد اللَّه ما بَيننا بُعدًا (٤)
و (آمِينَ) بمدِّ الألف، قال الشاعر:
ياربِّ لا تَسْلُبَنِّي حبَّها أبدًا... ويرحمُ اللَّهُ عبدًا قال آمينًا (٥)
و (آمين) بالإمالة لغةٌ، وهي قراءةٌ أيضًا (٦).
ولو قيل: (آمِّين) بالتشديد فهو خطأٌ في هذا الموضع، وذكر شمسُ الأئمَّة أبو محمدٍ عبدُ العزيز بنُ أحمدَ الحَلْوانيُّ رحمه اللَّه (٧) وجهًا لهذا؛ تصحيحًا لكلام
(١) وليست من الفاتحة إجماعًا. انظر: "روح المعاني" (١/ ٣١٥).
(٢) في (ر) و (ف): "لغات".
(٣) في (أ): "عني".
(٤) البيت لجبير بن الأضبط كما في "المحرر الوجيز" (١/ ٨٠)، و"التاج" (مادة: فطحل)، وذكره دون نسبة ابن السكيت في "إصلاح المنطق" (ص: ١٧٩)، وابن الأنباري في "الزاهر" (١/ ٦٦)، والجوهري في "الصحاح" (مادة: أمن).
(٥) البيت لمجنون بني عامر، واسمه قيس بن مُعاذ المعروف بالملوّح كما في "التاج" (مادة: أمن)، وذكره دون نسبة ابن السكيت في "إصلاح المنطق" (ص: ١٧٩)، وابن الأنباري في "الزاهر" (١/ ٦٧)، والجوهري في "الصحاح" (مادة: أمن).
(٦) انظر: "الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها" (ص: ٣١٦)، وفيه: روى ابن مهران: (آمين) بالإمالة وإن لم يكن من القراءات، وجوز فيها الفتح كالباقين.
(٧) من أهل بخارى، إمام أصحاب أبي حنيفة بها في وقته، توفي سنة ثمان أو تسع وأربعين وأربع مئة =