وفي حديث السدِّي: كان يخرج الدمُ من الرغيف إذا كُسر.
وفي حديث مقاتل: تراكَبَ الجراد قَدْرَ ذراعٍ فلم تُر الأرض، وكان كشفُها بأنَّ اللَّه بعث ريحًا فاحتملتْها فألقَتْها في البحر، وكشفُ الضفادع بموتها، وأرسل اللَّه تعالى مطرًا جَودًا فقذَفهن في البحر (١).
وذكر وهبٌ هذه الأشياءَ على بَسْط الكلام وتطويله، وذكَر أن الطُّوفان هو الطاعون، ووقع فيهم ومات من أبكارهم في ليلةٍ ثمانون ألفًا، ومن أبكار الدوابِّ كذلك، واحتال فرعون فجمع بين أبكارِ القِبط وأبكارِ بني إسرائيل بين كلِّ بكرين بسلسلةٍ، فمات في الليل أبكارُ القِبط دون أبكار بني إسرائيل.
وذكر في الجراد: أن اللَّه تعالى أمر موسى عليه السلام فأشار بعصاه شرقًا وغربًا، فجاء الجراد حتى ظهرت في الهواء كالغمام الأسود، فسترت الشمس ثم غمرت الزروع (٢)، فكان لا يُرى منها شيء، فأكلتها وأكلت الخشبَ من الأبواب والجذوعِ، والحديدَ من السلاسل والمسامير، وكان كشفُها بإشارته بالعصا فذهبت كلُّها.
والقمَّل خرجت من الأرض حيث نكث فيها بالعصا، وأكلت كلَّ شيء حتى السقوفَ وكلَّ رَطْبٍ ويابس.
والضفادع خرجت من النيل بإشارته بالعصا بأمر اللَّه تعالى، فخرجت ودخلت المصر، فامتلأت منها السِّكك والدُّور والطرق، فلا يوجد موضعُ قدم ولا إناءُ طعام وشرابٍ إلا قد امتلأ ذلك منها، وضيَّقت عليهم، وأنتنت الأرض من وطء الناس إياها، وكان لا يمكِنهم أكلُ طعام ولا شربُ شراب إلا معها، وكشفُها بما ذكرنا.
(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٥٧ - ٥٨).
(٢) في (ف): "الزرع".