وقالوا: من الإصر والأغلال: تحريمُ السبت، وتحريمُ الصلاة في غير المساجد، وتحتُّمُ القصاص في القتل العمد من غيرِ عفوٍ ولا دِيَةٍ، وقطعُ موضع النجاسة، وفَرْضيةُ صلاة الليل، والزكاةُ ربعُ النِّصاب، والصلواتُ خمسون في اليوم والليلة، ووجوبُ قطع اللسان في الكذب، ووجوبُ قطع الذَّكَر في الزنا، وفَقْءِ العين في النظر إلى الأجنبية، وظهورُ الذنوب في السرِّ على أبواب البيوت.
وقال عطاء: كانت بنو إسرائيل إذا قامت تصلِّي للَّه لبسوا المُسوحَ، وغَلُّوا أيديَهم إلى (١) أعناقهم؛ تواضُعًا للَّه (٢)، وخوفًا من عذابه، وطمعًا في ثوابه، فرفعها اللَّه تعالى عن هذه الأمة.
وقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ}: قيل: عظَّموه، وقيل: أعانوه، وقيل: حمَوه، وقيل: مدَحوه وأثنَوا عليه.
وقوله تعالى: {وَنَصَرُوهُ}: أي: على عدوِّه، وقيل: نصروا دِينه.
وقوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ}: أي: القرآنَ، فعملوا به ولم يخالِفوه.
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}: أي: الفائزون بكلِّ خير، والناجُون من كلِّ شرٍّ.
وقال ابن جريج (٣) ورَوح بن عُبادة: لمَّا نزل قولُه: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} قال إبليس: أنا شيء، فنزل قوله تعالى: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الآيةَ، فقالت
(١) في (أ) و (ف): "في".
(٢) ذكره الواحدي في "البسيط" (٩/ ٤٠٢) عن عطاء عن ابن عباس.
(٣) في (أ): "سريج".