وقرأ نافع: {بِيسٍ} على وزن بئر غير مهموز.
وقرأ ابن عامر كذلك مهموزًا.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: {بَيْئَس} على وزن فَيْعَل (١).
وعن مجاهدٍ: (بائس) على وزن فاعل (٢)، وفيه قراءاتٌ أُخَرُ شاذةٌ (٣).
وقوله تعالى: {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}: أي: بخروجهم عن الطاعة (٤).
* * *
(١٦٦) - {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}.
وقوله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: أبوا أن يرجعوا عن المعصية (٥). وقيل: أي: تمرَّدوا.
وقوله: {قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}: أي: جعلناهم قردةً أذلَّاءَ مُبْعدينَ عن الناس، وقد شرحناه في سورة البقرة.
وقال عكرمةُ: أتيتُ ابنَ عباس رضي اللَّه عنهما يومًا وهو يبكي والمصحفُ في حِجره، قلتُ: ما الذي يبكيك؟! قال: هذه الورقات، فإذا هو في سورة الأعراف، قال: أتعرفُ أيلةَ؟ قلتُ: نعم، قال: كان بها حيٌّ من يهودَ سيقتْ إليهم الحيتانُ يوم
(١) هي قراءة أبي بكر بخلاف عنه، والوجه الآخر عنه: {بَئِيسٍ}. انظر: "السبعة" (ص: ٢٩٦)، و"التيسير" (ص: ١١٤).
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٢٩٨)، وذكرها ابن جني في "المحتسب" (١/ ٢٦٥) عن أبي رجاء.
(٣) وقد ذكر فيها أبو حيان رحمه اللَّه في "البحر" (١٠/ ٣٧١) اثنتين وعشرين قراءة بسط ضبطها ثم لخصها، وقد خرجناها جميعًا في تحقيقنا له، فلتراجع فيه.
(٤) في (ف): "الطاعات".
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٢٩٨)، والبغوي في "تفسيره" (٣/ ٢٩٤).