وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: صدقُ التوكُّل على اللَّه يوجبُ تركَ المبالاةِ بغير اللَّه، وكيف لا يكون كذلك والمتفرِّدُ (١) بالقدرة على النفع والضرِّ والخير والشرِّ هو اللَّه تعالى (٢).
* * *
(١٩٦) - {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}.
وقوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ}: يقول: كيدوني فلا تنظرون، فإنَّ ناصريْ وحافظيْ اللَّهُ الذي أكرمني بإنزال القرآن عليَّ.
وقوله تعالى: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}: أي: يكفي مُهمَّات جميعِ الصالحين أيضًا.
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: مَن قام بحقِّ اللَّه تولَّى اللَّه أموره على وجه الكفاية فلم يُحْوِجْه إلى أمثاله، وأجرى أمورَه على ما يريده بأفضاله، فإنْ لم يَفعل ما يهواه جعَله راضيًا بما قضاه، فيكون روح الرضاء أتمَّ له من نفع العطاء (٣).
* * *
(١٩٧) - {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ}.
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ}: كرر هذا لأن الأول للتقريع والثاني للتقرير؛ أي: وليي اللَّه الذي ينصرني ومعبودُكم لا ينصركم.
* * *
(١) في (ر): "والمنفرد".
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٩٧).
(٣) المصدر السابق.