أصحاب النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قالوا: غرَّ هؤلاء دينُهم حتى أقدموا (١) عليه مع قلَّتهم وكثرة عدوهم، وأسماء الخمسة: قيس بن الوليد بن المغيرة وأبو قيس المخزوميان، والحارث بن زَمْعة بن الأسود بن المطلب، وعلي بن أمية، والعاص بن منبه بن الحجاج (٢).
وزاد فيهم مقاتل: والوليد بن الوليد بن المغيرة، والوليد بن عتبة، وعمرو بن أمية ابن سفيان بن أمية، كان هؤلاء أسلموا بمكة ثم أقاموا بها مع المشركين ولم يهاجروا، فقتل هؤلاء مع المشركين، فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم، وذلك قوله تعالى:
* * *
(٥٠) - {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}.
{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ} (٣): قدَّم المفعول وهو {الَّذِينَ}، وهو منصوب بوقوع التوفِّي عليهم، و {الْمَلَائِكَةُ} رفعٌ لأن فعلَ التوفِّي منهم وهو قبض أرواحهم.
يقول: ولو ترى يا محمد إذ كان يتوفَّى الملائكةُ أرواحَ الكفار {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}: أي: يضربون بآلات الحرب كلَّ أجسادهم ما أَقبل منها وما أدبر، لرأيتَ أمرًا عظيمًا، جواب (لو) هذا، وهو محذوف، وهذا أبلغُ من الذكر؛ لأن النفس تذهب فيه كلَّ مذهب. وتم الكلام هاهنا.
وقوله تعالى: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} هذا في الآخرة؛ أي: يقول الملائكة لهم: ذوقوا عذاب الإحراق.
(١) في (ف): "قدموا على ما قدموا".
(٢) قاله ابن إسحاق كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٦٤١) لكن في سبب نزول قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} الآية.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ١٢٠ - ١٢١).