يصلُّوا، فقال له رجل من المسلمين: أبشرْ يا عمر فقد فضح اللَّه المنافقين اليوم (١).
وقيل: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} على معنى متابعةِ العذاب عليهم في الدنيا دون تعيينِ العدد، وهو كقوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} التوبة: ١٢٦.
وقوله تعالى: {لَا تَعْلَمُهُمْ} كان ذلك يومئذ، ثم كشَف له أحوالهم بالعلامات، قال تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ} محمد: ٣٠، وبالتعيين أيضًا كما مر.
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: الأولى: ظنُّهم أنهم على شيء، والثاني: خيبةُ آمالهم، والثالث: ظهور ما لم يحتسِبوه (٢).
* * *
(١٠٢) - {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ}: أي: أقرُّوا، وهم القِسمُ الثاني من أقسام المؤمنين الذين ذكرناهم.
قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: هذا في أقوام كانوا تخلَّفوا عن غزوة تبوك لا على اعتقاد الخلاف، لكنْ لتأخُّرهم الاستعداد (٣) إلى أن فاتهم اللُّحوق بالنبيِّ عليه السلام، وكان ذلك منهم ذنبًا لا نفاقًا منهم، فندموا على ذلك واعترفوا فتاب اللَّه عليهم.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٦٤٤)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٨٧٠)، والطبراني في "الأوسط" (٧٩٢). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٣٤): فيه الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، وهو ضعيف.
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٥٩).
(٣) في (ف): "للاستعداد".