عاقَ يَعوقُ فهو عائق (١)، ثم قيل في النعت: عاقٍ، على القلب (٢)، قال الشاعر:
ولو أني رَمَيْتُك من بعيدٍ... لعاقَك من دعاءِ الذئب عاقِ (٣)
ويقال أيضًا: هار يَهَارُ فهو هارٌ على الرفع، وتقديره: هَوز، كما يقال: رجلٌ مالٌ؛ أي: متموِّلٌ، وتقديره: مولٌ، وعلى هذا لا قلبَ.
وقوله تعالى: {فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}: أي: تساقَطَ وتناثَرَ به؛ أي: بصاحبه فسقطا معًا فيها، والباء للتعدية والإيصال.
ومعنى الآية: أيُّ الفريقين أولى بالخيرية: مَن أسَّس بناء المسجد يريدُ به تقوى اللَّهِ وطاعتَه وهم أهلُ مسجد قُباء أو مسجدِ المدينة، أم مَن أسَّس بناءه على النِّفاق والشِّقاق والكفر والتفريق وانتظارِ الكفار أن يأتوه فيَقصدوا به كيدَ المسلمين، ويتدبَّروا في الاحتيال لتوهين الدِّين، فلا يَلبثُ احتيالُهم أن يَبطُلَ وظنونُهم أن تخيبَ، فينهدِمُ البناء وينهارُ الأساس، ثم تكون عاقبة أهله (٤) دخولَ جهنم؟
ولم يقل: هو في نار جهنم للحال؛ لأنَّه ما دام حيًّا أَمكنه أن يُخلِصَ فيتخلَّصَ ولا يقعَ فيها.
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: أي: لا يهديهم للرشد ولِمَا يتمُّ
(١) في (ر): "عاق"، وسقطت من (أ) و (ف)، والصواب المثبت.
(٢) "على القلب" ليس من (أ) و (ف).
(٣) البيت لذي الخِرَق الطُّهَوي قُرْط بن شُريحٍ كما في "الدلائل في غريب الحديث" لقاسم بن ثابت السرقسطي (١/ ٣٠٤)، ودون نسبة في "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٩٤)، و"كتاب الألفاظ" لابن السكيت (ص: ٤٠٩)، و"تفسير الطبري" (١٤/ ٥٩٦)، و"الصحاح" (مادة: عقا).
(٤) في (ر): "عاقبته".