وقال ذو الرُّمَّة:
لكُمْ قَدَمٌ لا يُنْكِرُ النَّاسُ أنَّها... مع الحَسَبِ العادي طَمَّتْ على البَحْرِ (١)
والصِّدقُ: الحَسَن، ويُذكَر على الإضافة بطريق المدح، يُقال: رجلُ صِدْقٍ، وثَوْبُ صِدْقٍ، وفَرَسُ صِدْقٍ.
وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} قال: محمَّدٌ -صلى اللَّه عليه وسلم- شفيعٌ لهم يومَ القيامةِ (٢).
وقيل: تُذكَر اليدُ مكان الصَّنعة (٣) مجازًا، والقدمُ مكان السَّعي أيضًا؛ لأنَّ الكسْبَ يقعُ باليد، والسَّعي بالقدم، وقال تعالى: {وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} الإنسان: ٢٢.
وقال ابن عبَّاس والحسنُ رضي اللَّه عنهم: {قَدَمَ صِدْقٍ}: عملَ صِدْقٍ يَقدَمُون عليه (٤)؛ قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} يعني: الجنَّة.
وقال عطاء: مَقامَ صدقٍ لا زوالَ عنه ولا بؤسَ فيه (٥).
وقال الرَّبيع بن أنس: ثوابَ صدقٍ (٦).
وقال قتادة: سَلَفَ صدقٍ (٧).
(١) انظر: "ديوان ذي الرمة" (٢/ ٩٧٢)، وفيه: "الفخر" بدل "البحر".
(٢) رواه ابن مردويه، كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٣٤٢).
(٣) في (أ) و (ف): "الصنيعة".
(٤) ذكره بهذا اللفظ الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١١٧) عن الحسن، وروى نحوه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ١٠٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، ولفظه: "أجرًا حسنًا بما قدَّموا من أعمالهم".
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١١٧).
(٦) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ١٠٩)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٢٣).
(٧) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ١١١)، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٢٣).