إلى حكم اللَّهِ الذَّي هو مولاهم في الحقيقة، لا مولَى لهم غيرُه، فيحكم بينهم، ويتبيَّن الصَّادق مِن الكاذب.
وقوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}؛ أي: يضلُّ ما كانوا يقولون: نعبدُهم ليشفعوا لنا.
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: إنَّما يقفون على خسرانهم إذا ذاقوا طعْمَ هوانِهم، فإذا رُدُّوا إلى اللَّهِ لم يجدوا إلَّا البعد مِن اللَّه، والطَّرد عن اللَّه، وذلك جزاءُ مَن آثرَ غيرَ اللَّهِ على اللَّهِ (١).
* * *
(٣١) - {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}.
وقوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}:
وهذه محاجَّة لهم بما يُبطِلُ اعتقادَهم وقولَهم بالشِّرك، يقول: قلْ يا محَّمد للمشركين: مَنْ يُنزِلُ مِن السَّماء ومَن يخرِجُ مِن الأرضِ رزقَكم، ومَنْ يدبِّرُ أمرَ ذلكَ؟
أمَّنْ يملِكُ أسماعَكُم وأبصارَكُم يصرِّفُها كيفَ يشاءُ، ولو أرادَ أنْ يسلبَها حسَّها لفعَل؟
ومَنْ يخرِجُ الولدَ الحيَّ مِن النُّطفةِ الميتةِ -وعلى القلب- ويخرِجُ الشَّجرةَ مِن النَّبات -وعلى القلب- والزَّرعَ مِن الحبَّة -وعلى القلب- والمؤمنَ من الكافر -وعلى القلب- ومَن يقدِّرُ أمورَ الخلائق؟
(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٩٣).