وقوله تعالى: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ}: أي: ما كُتِبَ لهم وعليهم.
وقال الحسنُ: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ}: الوعدَ لِمَنْ أطاعَه بالنَّعيم المقيم، والوعيدَ لِمَنْ عصاه بالعذاب الأليم (١).
وقوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: أي: لا شكَّ فيه أنَّه كلامُ ربِّ الخلائق أجمعين.
* * *
(٣٨) - {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
وقوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}: أم ينسبونه (٢)، على استفهام فعلِه (٣)، فيتَّصل بقوله: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا} يونس: ٢، أو يُضمَر هاهنا استفهام، وهو: أفيعترفون بهذا أم يقولون افتراه.
وقيل: بل معناه كما في قوله: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ} الطور: ٣٣.
وقوله تعالى: {قُل فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: وهذا أمرُ إعجاز؛ أي: أنتم أصحابُ لسانٍ وبيانٍ، وإنَّما أنا رجل منكم، فتكلَّفوا أنتم أن تأتوا بسورةٍ مثلِ هذا القرآن في نظمِه وصحَّة معانيه وزوال الاختلاف عنه، فاستعينوا بمَن استطعتم مِن خلق اللَّه تعالى إنْ كنتم صادقين أنَّه مفترًى، وأنَّ محمَّدًا يقدر على الإتيان بقرآن غيره وتبديله.
(١) ذكره الواحدي في "البسيط" (١١/ ٢٠١).
(٢) في (أ): "أم بينوه" وليست منقطة، وفي (ف): "أم ينسق به".
(٣) في (أ): "قوله".