وقيل: هو مبتدأٌ، وخبره: {لَهُمُ الْبُشْرَى}.
وقال الكلبيُّ: يتَّقون الشِّرك والمعاصي.
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: {آمَنُوا}: أقاموا بقلوبهم موجب المعارف، و {وَكَانُوا يَتَّقُونَ}: استقاموا بنفوسهم بأداء الوظائف (١).
* * *
(٦٤) - {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وقوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: مِن الملائكةِ عندَ قبضِ الأرواحِ {وَفِي الْآخِرَةِ} تتلقَّاهم لإدخال الجنَّة.
وروى أبو الدَّرداء عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "هي الرُّؤيا الصَّالحة يراها المسلمُ أو تُرَى له" (٢).
وقال الضَّحَّاك: يعلمُ أينَ هو مِن قبلِ أنْ يموتَ (٣).
وقال الزُّهريُّ: هي البشارةُ قبلَ الموتِ (٤).
وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: هي قولُه لنبيِّه عليه الصَّلاة والسَّلام: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} يونس: ٨٧ (٥).
(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٠٦). وفيه: (قاموا بقلوبهم من حيث المعارف. . .).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٧٥١٠)، والترمذي (٢٢٧٣)، وقال: حديث حسن.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٢٢٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٦٥).
(٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١١٦٣)، والطبري في "تفسيره" (١٢/ ٢٢٤)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٦٦).
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٢٢٣).