(٧٥) - {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}.
وقوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}: أي: ثمَّ أرسلنا مِن بعدِ الرُّسل موسى وأخاه هارون إلى فرعون -لعنه اللَّه- وأشرافِ قومِه ووزرائِه وأهل مشورته {بِآيَاتِنَا}: بالعصا واليد وغيرهما، فتعظَّموا عن الانقياد لموسى وأخيه، وكانوا عُتاةً ومَردَة، لا يبالون مِن اكتساب الآثام.
وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: {بِآيَاتِنَا} التِّسع {وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}: مشركين (١).
* * *
(٧٦) - {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ}.
وقوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ}: أي: فلمَّا جاءَتْهم العصا -الَّتي التقمَتْ حبال السَّحرة وعصيَّهم- وسائرُ المعجزات، قالوا: هذا سحرٌ ظاهرٌ وتخييلٌ بيِّنٌ.
* * *
(٧٧) - {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ}.
وقوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ}: استفهامٌ بمعنى التَّقريع (٢).
= ذلك عرس الدهر من أجله
(١) انظر: "تنوير المقباس" للفيروزآبادي (ص: ١٧٧).
(٢) في (ف): "التقرير".