ثانيًا: مصادر نقلت عن هذا التفسير
وقد نقل عنه جمعٌ من كبارِ العلماء، مصرِّحينَ في كثيرٍ من المواضع بعنوانِ الكتابِ واسمِ مؤلِّفه، ومُكتَفين في أخرى باسم الكتاب، وربما وقع ذلك دونَ تصريح، لكنْ بالمقارنةِ مع كلام المؤلِّف تبيَّن أن هذا التفسيرَ هو مصدرُ ذلك، ففي كلِّ ذلك زيادةُ تأكيدٍ في نسبة الكتاب للمؤلِّف:
١ - فمِن أوائلِ مَن وجدتُ أنه نقَل عنه علاءُ الدِّين البخاريُّ في "كشف الأسرار": حيث قال: قال الإمامُ نجمُ الدِّين رحمه اللَّه في "التيسير": ويدخل في البيانِ الكتابةُ والإشارةُ وما يقع به الدلالةُ، وهو امتنانٌ منه على العباد بتعليمِ اللُّغاتِ المختلفةِ ووجوهِ الكلام المتفرِّقة (١).
ونقل عنه في موضع آخر تفسير قوله تعالى: {غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} البقرة: ١٧٣ فقال: قال الإمامُ نجمُ الدِّين رحمه اللَّه في "التيسير": قيل: هما واحدٌ، ومعناهما: مجاوزةُ قَدْرِ الحاجة، والتكرارُ للتأكيد كقوله تعالى: {رَءُوفٌ رَحِيمٌ} التوبة: ١١٧ (٢).
٢ - وممن نقل عنه العلَّامة الطيبي في حاشيته على "الكشاف": نَقل عنه في كثير من المواضع:
منها: عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ} يس: ٨، قال: ونقل صاحبُ "الفَرائد" عن صاحبِ "التيسير": الأغلالُ مع الأيدي مجموعةً إلى الأذقان عبارةٌ عن منعِ التوفيق حين كذا، والصواب: حتى كانوا متكبِّرين مستثقلينَ للحق، لأن المتكبِّر يُوصَف بانتصابِ العنق، والمتواضِعَ
(١) انظر: "كشف الأسرار شرح أصول البزدوي" (٣/ ١٥٩).
(٢) انظر: "كشف الأسرار شرح أصول البزدوي" (٤/ ٥٣٢).