وقال مقاتلٌ: على معرفة (١).
{وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ}: قال ابنُ عبَّاس رضي اللَّه عنهما: يعني: الرِّسالة والعاقبة (٢).
وقال مقاتل: هدًى (٣).
وقوله تعالى {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ}: قرأ حمزةُ والكسائيُّ وحفصٌ عن عاصمٍ بضمِّ العين وتشديد الميم؛ أي: عمَّاها اللَّهُ تعالى عليكم؛ أي: أخفاها، والباقون بتخفيف الميم وفتح العين (٤)؛ أي: خَفِيَتْ، يُقال: عَمِيَ عليَّ خبرُ فلان؛ أي: التبس.
وقال الإمام القشيريُّ رحمَه اللَّه: {إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} الصُّبحُ لا خللَ في ضيائِهِ لكون الحاضرين عُميانًا، فالسَّيفُ لا خللَ في إمضائه لكونِ ضاربِيْه صبيانًا (٥).
* * *
(٢٩) - {وَيَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}.
وقوله تعالى: {وَيَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}: أي: لا أطلبُ منكم على
(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٢٧٩)، وفيه: " {بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} يعني: بيان".
(٢) ذكره الماوردي في "تفسيره" (٢/ ٤٦٦)، والواحدي في "البسيط" (١١/ ٣٩٨)، بلفظ: (النبوة).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٢٧٩).
(٤) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٣٣٢)، و"التيسير" للداني (ص: ١٢٤).
(٥) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٣٢).