وروى أبو أمامةَ عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "لم يكن في السَّفينة مع نوح غير ثمانية؛ نوح وامرأته وبنوه وكنائنهم" (١).
وقال سعيد بن المسيِّب: ولدُ نوحٍ ثلاثةٌ؛ سام وحام ويافث، ووُلِدَ لكلِّ واحدٍ منهم ثلاثةٌ، فولد سام العرب وفارس والرُّوم، وولد يافث يأجوج ومأجوج والتُّرك والصَّقالب، وولد حام السُّودان والقبط (٢) والبربر (٣).
* * *
(٤١) - {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}؛ أي: وقال نوحٌ: اركبوا في السَّفينة، وهو الأظهر.
ويحتمل: وقال اللَّه تعالى: اركبوا فيها وقولوا: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}.
ويحتمل ألَّا يكون هذا على معنى الَّتكلُّم به، ولكن على معنى ما يُقال للرَّجل: سِرْ على اسم اللَّه، وافعل كذا بسم اللَّه، دعاء له؛ أي: افعلْه مباركًا لك فيه.
وقوله تعالى: {مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} قرأ حمزة والكسائيُّ وحفص عن عاصم: {مَجْرَاهَا} بفتح الميم ومعناه: جريانها.
(١) قال الزيلعي في "تخريج الأحاديث والآثار" (٢/ ١٤٦): (غريب، ورواه الطبري في "تفسيره" موقوفًا على قتادة). وكذا قال ابن حجر في "تخريج أحاديث الكشاف" (ص: ٨٦) وقال: (لم أره مرفوعًا). وهو من قول قتادة في "تفسير الطبري" (١٢/ ٤١٠).
(٢) في (أ): "والنبط".
(٣) روى نحوه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٤٥١) عن سعيد عن قتادة.