وقال مجاهد: {قَائِمٌ}؛ أي: خاوية على عروشها، و {وَحَصِيدٌ}: مستأصَل (١).
وقال قتادة: {قَائِمٌ}: لم يذهب أصلًا، و {وَحَصِيدٌ}: قد ذهب أصلًا (٢).
وقال محمَّد بن كعب القرظي: {مِنْهَا قَائِمٌ}: جدرانها وحيطانها، ومنها {حصيد}: ساقط (٣).
* * *
(١٠١) - {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}.
وقوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}: أي: ما عذَّبناهم بغيرِ ذنبٍ، ولكن ظلموا أنفسَهم بالشِّرك وتكذيب الرُّسل.
{فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ}: أي: فما نفعَتْهم، ولا دفعَتْ عنهم {آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ}؛ أي: أصنامهم الَّتي اعتقدوها آلهةً معبودة.
{لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ}: أي: العذابُ الَّذي أمَر به.
{وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}: قال مجاهد وقتادة: أي: غيرَ تخسيرٍ (٤).
= وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ٢٠٨٢) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما بلفظ: "القائم: قرى عامرة. والحصيد: قرى خامدة".
(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٨٨).
(٢) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(٣) روى أوله ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ٢٠٨٢).
(٤) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٥٧٠)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ٢٠٨٣).